الغاز، الورقة الإستراتيجية للعالم فِيْ عصر التغيرات والتحديات السريعة، يتحكَمْ الآن فِيْ مستقبل وقدرات القوى الأوروبية، حيث توجد دول تصارع المجهُول.

الصادرات النرويجية مهددة

حذرت جمعية النفط والغاز النرويجية من أن إضراب عمال القطاع قد يخفض صادرات النرويج من الغاز بأكثر من النصف بنهاية الأسبوع، مع العلم أنه أدى حتى الآن إلَّى إغلاق ثلاثة حقول.

وأكدت الرَابِطْة فِيْ بيان لها أن نحو 60٪ من صادرات الغاز من الجرف القاري النرويجي ستتأثر عَنّْد تصاعد الإضراب اعتبارًا من السبت 2 يوليو / تموز 2022.

وأضافت أن هذا سيعَنّْي خسارة إنتاجية قدرها 341 ألف برميل نفط، فِيْ وقت تتزايد فِيْه أهمية الإمدادات النرويجية لأوروبا، وسط تراجع الشحنات من روسيا بسبب العقوبات الغربية.

ويتزامن ذلك أيضًا مع خفض روسيا للشحنات عبر خط أنابيبها الأكبر “نورد ستريم 1” بنسبة 60٪، ومن المقرر إغلاق الخط بالكامل الأسبوع المقبل للصيانة.

من ناحية أخرى، خفضت وكالة الطاقة الدولية اليوم توقعاتها للطلب على الغاز وسط انكَمْاش محتمل فِيْ الاستهلاك.

أزمة طاقة واسعة النطاق فِيْ أوروبا

فِيْ غضون ذلك، تعمل المفوضية الأوروبية على تعديل أسلوبها الحسابي، المرتبط حاليًا بمؤشر أسعار الغاز، وهُو ما تنتقده عدة دول فِيْ الكتلة، كَمْا أكدت المفوضة مارغريت فِيْستاجر الثلاثاء 5 يوليو 2022، فِيْ إطار جهُودها. للسيطرة على ارتفاع أسعار الطاقة.

وفِيْ حديثه عَنّْ المنافسة فِيْ اللجنة فِيْ مقابلة تلفزيونية، أضاف فِيْستاجر أن نظام الفهرسة “كان مفِيْدًا جدًا لنا عَنّْدما كان فرق السعر بين مصادر الطاقة المختلفة معقولًا”.

منذ الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات الأوروبية على موسكو، ارتفع سعر الغاز بشكل حاد وقفزت أسعار الطاقة فِيْ منطقة اليورو بنسبة 41.9٪ على مدار عام، وفقًا لبيانات يوروستات.

وشددت على أن المفوضية تدرس حاليا كل ما هُو ممكن “لتجنب الارتفاع الحاد فِيْ أسعار الغاز وتجنب أن تصبح الطاقة المائية أو الشمسية أو طاقة الرياح باهظة الثمن مثل الغاز”، بينما يهدف الاتحاد الأوروبي إلَّى الوصول إلَّى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ارتفعت العقود الآجلة لشهر أغسطس فِيْ هُولندا، المعيار الأوروبي، بنسبة 3.7٪ اليوم، لتصل إلَّى 168.9 يورو لكل ميغاواط / ساعة فِيْ وقت الإبلاغ فِيْ أمستردام، وهُو أعلى مستوى منذ 10 مارس.

سياسات غير مجدية

وبينما تنتقد بعض الدول الأوروبية بشدة هذه الاتجاهات للسيطرة على السوق، طالبت فرنسا، على سبيل المثال، بإصلاح سوق الطاقة الأوروبية، معارضة ربط أسعار الطاقة بمؤشر الغاز.

فِيْ نهاية يونيو، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتثبيت “السخيف” لأسعار الكهرباء، والذي يساهم فِيْ موجة التضخم ويولد “أرباحًا غير معقولة” للشركات العاملة.

واجه تحفظ ألمانيا وهُولندا، اللذان رغبتا فِيْ الحفاظ على الآليات السائدة.

منذ منتصف يونيو، لم تلتزم إسبانيا والبرتغال بنظام تعريفة الطاقة فِيْ الاتحاد الأوروبي، نظرًا لافتقارهما إلَّى الربط الكهربائي مع الدول الأعضاء الأخرى.

ووعدت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين باقتراح “خيارات مختلفة” للتعديل بعد الصيف، مع إجراء مناقشات خلال المجلس الأوروبي المقبل فِيْ أكتوبر.

وكشفت أن هذه البدائل يمكن أن تشمل على وجه الخصوص فصل تعرفة الكهرباء عَنّْ سعر الغاز.