الناس يعانون فِيْ جميع أنحاء العالم

على الرغم من أن ذروة التضخم قد تكون فِيْ الأفق، إلا أن آثارها قد تتفاقم، وفقًا لتقرير رويترز.

بعد أن اجتاح جائحة الفِيْروس التاجي العالم، انتهت بشكل مفاجئ فترة طويلة ومريحة من التضخم المحدود وأسعار الفائدة المنخفضة، حيث واصلت الحكومات والبنوك المركزية دعم تريليونات الدولارات للشركات والأسر المغلقة.

هذا “شريان الحياة” منع العمال من الوقوف فِيْ طوابير للحصول على الفوائد، والشركات من الانهِيْار، وأسعار المنازل من الانخفاض الحاد.

لكنها أدت أيضًا إلَّى تعطيل العرض والطلب بطريقة غير مسبوقة.

وبحلول عام 2022، مع انتهاء عمليات الإغلاق ونمو الاقتصاد العالمي بأسرع وتيرة بعد الركود فِيْ 80 عامًا، ألقت الأموال المتأتية من حزم التحفِيْز الضخمة هذه بظلالها على نظام التجارة العالمي.

لم تتمكن المصانع التي كانت خاملة من العمل بالسرعة الكافِيْة لتلبية الطلب، وتسببت القواعد الآمنة لـ COVID-19 فِيْ نقص العمالة فِيْ قطاعات البيع بالتجزئة والنقل والرعاية الصحية، وأدى الازدهار إلَّى ارتفاع أسعار الطاقة.

ولم يتوقف الأمر عَنّْد هذا الحد، فقد غزت روسيا أوكرانيا فِيْ فبراير، وأدت العقوبات الغربية على أكبر مصدر للنفط والغاز فِيْ العالم إلَّى ارتفاع أسعار الوقود.

لماذا نهتم بالتضخم

يُعرف التضخم باسم “ضريبة على الفقراء” لأنه يؤثر على ذوي الدخل المنخفض، كَمْا أدى التضخم المكون من رقمين إلَّى زيادة عدم المساواة فِيْ جميع أنحاء العالم.

بينما يمكن للمستهلكين الأكثر ثراءً الاعتماد على المدخرات المتراكَمْة أثناء عمليات الإغلاق الوبائي، يجد آخرون صعوبة فِيْ تغطية نفقاتهم ويعتمد عدد متزايد على بنوك الطعام.

مع بداية فصل الشتاء فِيْ نصف الكرة الشمالي، يزداد الضغط على تكلفة المعيشة مع ارتفاع فواتير الوقود.

نظم العمال إضرابات فِيْ قطاعات من الرعاية الصحية إلَّى الطيران للمطالبة بأن تواكب الأجور التضخم.

فِيْ معظم الحالات، كان عليهم أن يقبلوا بأقل مما يطلبونه.

وتهِيْمن المخاوف بشأن تكلفة المعيشة على سياسات الدول الغنية، وفِيْ بعض الحالات تغض الطرف عَنّْ أولويات أخرى مثل العمل على مكافحة تغير المناخ.

فِيْ حين أن الانخفاض الأخير فِيْ أسعار البنزين قد خفف بعض الضغط، يظل التضخم محط تركيز إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

يقوم نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والألماني أولاف شولتز، بتوسيع ميزانياتهما لتوجيه مليارات اليوروهات إلَّى برامج الدعم.

ولكن إذا كانت الأمور صعبة فِيْ الاقتصادات الصناعية، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يؤدي إلَّى تفاقم الفقر والمعاناة فِيْ البلدان الفقيرة، من هايتي إلَّى السودان ولبنان إلَّى سريلانكا.

ويقدر برنامج الغذاء العالمي أن 70 مليون آخرين فِيْ جميع أنحاء العالم كانوا على شفا المجاعة منذ بداية حرب أوكرانيا فِيْما يسميه “تسونامي الجوع”.

ماذا يعَنّْي ذلك لعام 2023

ترفع البنوك المركزية حول العالم أسعار الفائدة بحدة لتهدئة الطلب وترويض التضخم.

بحلول نهاية عام 2023، يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينخفض ​​التضخم العالمي إلَّى 4.7٪، أي أقل بقليل من نصف مستواه الحالي.

والهدف هُو “هبوط ناعم” فِيْ دورة الأعمال حيث تنخفض الأسعار دون انهِيْار سوق الإسكان أو إفلاس الشركات أو ارتفاع معدلات البطالة.

ومع ذلك، فقد ثبت أن مثل هذا السيناريو الأفضل بعيد المنال فِيْ المواجهات السابقة مع ارتفاع معدلات التضخم.

من رئيس مجلس الاحتياطي الفِيْدرالي جيروم باول إلَّى رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، هناك حديث متزايد عَنّْ أن الترياق لرفع أسعار الفائدة قد يكون مرًا.

علاوة على ذلك، فإن المخاطر المحيطة بأوجه عدم اليقين العالية، مثل حرب أوكرانيا والتوترات بين الصين والغرب، تميل إلَّى جعل الأمور هبوطية.

كدليل على ذلك، كانت التوقعات الدورية لصندوق النقد الدولي فِيْ تشرين الأول (أكتوبر) واحدة من أظلم التوقعات منذ سنوات.

وقال الصندوق “باختصار، الأسوأ لم يأت بعد، حيث سيشعر الكثيرون بالركود فِيْ عام 2023”.