فِيْ الوقت الذي يسعى فِيْه الجميع إلَّى التحول إلَّى الطاقة النظيفة، تأتي أزمة الطاقة العالمية مع ما لا ترغب فِيْه دول العالم، لتقرر إبقاء وجهتها على الوقود الأحفوري.

أظهرت دراسة أعدتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والوكالة الدولية للطاقة، أن الاقتصادات الكبرى فِيْ العالم زادت من دعمها للوقود الأحفوري خلال العام الماضي، فِيْ ظل التهديدات لاستقرار أمن الطاقة وضعف تخطيط الدعم، الأمر الذي يهدد بـ تعيق تحقيق أهداف مكافحة تغير المناخ.

ونقلت وكالة بلومبرج للانباء عَنّْ الدراسة قولها إن الدعم الحكومي فِيْ العالم للنفط والغاز الطبيعي والفحم زاد مرتين العام الماضي تقريبا إلَّى 697 مليار دولار بينما من المرجح أن يزداد الدعم هذا العام بسبب ارتفاع استهلاك الطاقة وأسعار الوقود.

وقال ماتياس كورمان، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فِيْ بيان “تسبب العدوان الروسي على أوكرانيا فِيْ ارتفاع حاد فِيْ أسعار الطاقة ودمر أمن الطاقة”. إن الزيادة الكبيرة فِيْ دعم الوقود الأحفوري تشجع على الإسراف فِيْ الاستهلاك، فِيْ حين أن الإعانات لا تحتاج إلَّى أن تصل إلَّى الفئات ذات الدخل المنخفض.

حثت منظمة التعاون الاقتصادي الحكومات على اعتماد تدابير تحمي المستهلكين من الآثار الحادة لتحولات السوق والقوى الجيوسياسية بطريقة تساعد على التحرك نحو تحقيق الحياد الكربوني مع حماية أمن الطاقة وضمان توافرها والقدرة على تحمل تكاليفها.

من جهته، قال فاتح بيرول، المدير التنفِيْذي لوكالة الطاقة الدولية، إن دعم الوقود الأحفوري “يمثل عقبة أمام مستقبل أكثر استدامة، لكن الصعوبة التي تواجهها الحكومات فِيْ إلغاء الدعم فِيْ أوقات ارتفاع أسعار الوقود وتقلبها”.

وقال بيرول إن الدول الأعضاء فِيْ الوكالة قد تطلق المزيد من النفط من الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية إذا وجدت ذلك ضروريًا عَنّْد انتهاء البرنامج الحالي.

وأضاف “إذا اعتقدت دولنا الأعضاء أنه نتيجة لاضطراب الإمدادات، هناك حاجة إلَّى السحب من المخزونات، فأنا متأكد من أنها ستنظر فِيْ هذا الأمر، وهُو أمر غير مطروح على الطاولة”.

قبل نحو 41 يومًا، وجه مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، تحذيرات شديدة للدول الأوروبية من شتاء قاسٍ بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعي، مع تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا. وأضاف فِيْ تقرير للوكالة الدولية أنه “فِيْ ظل أزمة الطاقة العالمية، فإن الوضع محفوف بالمخاطر بشكل خاص فِيْ أوروبا، التي تقع فِيْ بؤرة اضطراب سوق الطاقة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء”.

دفعت الأزمة الخانقة وكالة الطاقة الدولية نفسها إلَّى وضع خطة عاجلة تتضمن 10 نقاط، بعد الحرب الروسية فِيْ فبراير الماضي، واستندت خطتها العاجلة إلَّى تعظيم إمدادات الغاز من مصادر أخرى، وتعزيز دور الطاقة المتجددة والمنخفضة الانبعاثات. مصادر الطاقة، بالإضافة إلَّى اتخاذ تدابير كفاءة الطاقة فِيْ المنازل والشركات وغيرها من الإجراءات.